من بين الصديقات فى قائمة الفيس بوك كانت هناك صديقة دائما [اونلاين] كنت اتعجب من تواجدها الدائم .
اتابع منشوراتها المتنوعة الراقية التى تحكى لى عن شخصيتها الجميلة ..
اردت التعمق في عالمها اكثر كى اعرف كيف لها ان تتواجد هنا دائما
رأيت فى قائمة اصدقائها الخاصة قائمة شعب مكتمل تنوعت فئاته لابد ان هناك عامل مشترك بين كل هذه الفئات ليجتمعوا فى قائمتها
صديقاتها الفتيات يحدثونها بصفتها ام لهن او اخت كبرى كذلك العديد من اصدقائها الشباب
يعتبرونها اختا لهم ..
لكن للاسف هناك مجموعة من اصدقائها يقولون انها انسانة مزاجية هوائية تباع وتشترى
اخبرونى عنها احاديث تشوه ملامح صرحها الغنى بالثقافة والمعرفة
والبعض يخبرنى برقتها وعذوبتها ومدى تحملها للمسؤلية تجاه اصدقائها ومساعدتهم
بحثت عن من يعرف حقيقة شخصيتها وتابعت كل منشوراتها والحالات التى ترسلها عن زوجها واسرتها
وبصدفة غريبة اخبرتنى احدى صديقاتها المقربات عن عنوان منزلها
حملت نفسي الى هناك لكى اجرى لقاءا دعوي بينى وبين تلك المراة بدأت اسال عن منزلها فى ذلك الحى
والناس يهدوننى الطريق بدهشة ايقظت القلق فى نفسي
الى ان توصلت الى منزلها .. تسكن فى الطابق الارضي .. طرقت الباب مرات فلم تجبنى ثم اتى بواب العمارة مسرعا
يعتذر منى ويتسال عن من اريد .. فقلت فلانة فوجئت به يخرج من جيبه مفتاح وقد عزم على ان يفتح لى باب شقتها
منعته قائلة انتظر ان لم تكن موجوده سآتى اليها فى وقت لاحق لكن لا تقتحم حرمة البيوت هكذا
نظر لى نظرة مريبة وهو يبتسم ثم امسك يدى وادخلنى معه وصوت ضحكات مرتفعة متتالية يستقبلنا من الداخل
الى ان وصلت الى غرفتها ..
امرأة على [ كرسي متحرك ] امامها مكتب فوقه جهاز حاسب آلى متهالك
وصفحات دردشة متناثرة على شاشته
وهى تتابع كل حديث وكأنه الحديث القائم فقط .. ناديتها فلم تجبنى ولم تنقطع ضحكاتها .. ولم تلتفت لوجودنا
قال لى البواب :.. لن تجيب ندائك .. انها لا تسمع ولا تتحدث ولا تتحرك .
منذ حادث اخذ منها ابيها وقد كان الاخير من فروع شجرتها
صدمت فى موته واثر ذلك عليها كما تشاهدى .. ثم طأطأ راسه قائلا
كانت مثل الزهرة المتفتحة فى كل شيء
ادبا وخلقا وعلما
خطيبها تركها عندما مرضت وتأزمت لوفاة والدها .. وبقيت هى على تلك الحالة التى تشاهدينها .
تركته خلفى وبدأت آخذ خطواتى نحو باب الشقة وضحكاتها تصاحب اذني حتى وصلت الى شاطيء البحر وبقيت هناك اتأمله وهو يسخر منى
ويقول :.. لا زال هناك بداخلى مالا يخطر ببالك .