*
ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻳﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ .. ﻣﻦ ﺃﻧﻀﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﻬﺎً .. ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﻗﻮﺍﻣﺎً ..
ﻟﻜﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﻛﻠﻪ ﻣﺸﻠﻮﻝٌ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﻨﻪ ﺫﺭﺓ .. ﺇﻻ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺑﻌﺾ ﺭﻗﺒﺘﻪ ..
ﺩﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺘﻪ .. ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻳﺮﻥ .. ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ..
ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺛﻢ ﻗﺮﺑﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻧﻪ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻣﺨﺪﺓ ﺗﻤﺴﻜﻬﺎ .. ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﻗﻠﻴﻼً ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﻰ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻪ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ .. ﺃﺭﺟﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ..
ﻓﺄﺭﺟﻌﺘﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ .. ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻪ : ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ .. ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ..
• ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﺃﻧﻪ ﻣﺮ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .. ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﻳﺾ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ .. ﻭﻳﺌﻦ ﺃﻧﻴﻨﺎً ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ..
ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻲ : ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺟﺴﺪﻩ ﻣﺸﻠﻮﻝٌ ﻛﻠﻪ ..
ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ..
ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺍﻟﻤﻤﺮﺽ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺻﻴﺎﺣﻪ .. ﻓﻘﺎﻝ :
ﻫﺬﺍ ﻣﺼﺎﺏ ﺑﺸﻠﻞ ﺗﺎﻡ .. ﻭﺗﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ .. ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻭﺟﺒﺔ ﻏﺪﺍﺀ ﺃﻭ ﻋﺸﺎﺀ .. ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻋﺴﺮ ﻫﻀﻢ ..
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻻ ﺗﻄﻌﻤﻮﻩ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﺛﻘﻴﻼً .. ﺟﻨﺒﻮﻩ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ .. ﻭﺍﻟﺮﺯ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﺮﺽ : ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﻧﻄﻌﻤﻪ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻧﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﺔ ﺑﺄﻧﻔﻪ ..
ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻻﻡ .. ﻟﻴﻬﻀﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ..
• ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺮّ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﻣﺮﻳﺾ ﻣﺸﻠﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎً .. ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﺃﺑﺪﺍً ..
ﻗﺎﻝ : ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﺎﻟﻤﺎﺭﻳﻦ .. ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻟﻮﺡ ﺧﺸﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﺤﻒ ﻣﻔﺘﻮﺡ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺎﺕ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﻴﻦ ﺃﻋﺎﺩﻫﻤﺎ .. ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻋﺎﺩﻫﻤﺎ .. ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻟﻴﻘﻠﺐ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .. ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ..
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ .. ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ .. ﺍﻗﻠﺐ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ..
ﻓﻘﻠﺒﺘﻬﺎ .. ﻓﺘﻬﻠﻞ ﻭﺟﻬﻪ .. ﺛﻢ ﻭﺟّﻪ ﻧﻈﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻘﺮﺃ ..
ﻓﺎﻧﻔﺠﺮﺕ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ .. ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ﻭﻏﻔﻠﺘﻨﺎ ..
• ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ ﺛﺎﻟﺚ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻘﻌﺪ ﻣﺸﻠﻮﻝ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ .. ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺇﻻ ﺭﺃﺳﻪ ..
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺣﺎﻟﻪ .. ﺭﺃﻑ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺘﻤﻨﻰ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ .. ﺃﻧﺎ ﻋﻤﺮﻱ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ .. ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻭﻻﺩ ..
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ .. ﻻ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﻣﺸﻲ .. ﻭﻻ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺃﻭﻻﺩﻱ .. ﻭﻻ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻧﻲ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻟﺼﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺫﻟﺔ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .. ﻭﺃﺳﺠﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
• ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﻌﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻳﺾ .. ﻓﺈﺫﺍ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ .. ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺃﺑﻴﺾ ﻭﺟﻬﻪ ﻳﺘﻸﻷ ﻧﻮﺭﺍً .. ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻲ : ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻗﻠﺐ ﻣﻠﻔﻪ .. ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻗﺪ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ .. ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻧﺰﻳﻒ ﺧﻼﻟﻬﺎ .. ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻡ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ .. ﻓﺄﺻﻴﺐ ﺑﻐﻴﺒﻮﺑﺔ ﺗﺎﻣﺔ ..
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻣﻮﺻﻠﺔ ﺑﻪ .. ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ ﺟﻬﺎﺯ ﻟﻠﺘﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺋﺘﻴﻪ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ .. ﻛﺎﻥ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺃﺣﺪُ ﺃﻭﻻﺩﻩ ..ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻨﻪ
ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻩ ﻣﺆﺫﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ..
ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ .. ﺣﺮﻛﺖ ﻳﺪﻩ .. ﺣﺮﻛﺖ ﻋﻴﻨﻪ .. ﻛﻠﻤﺘﻪ .. ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺃﺑﺪﺍً..
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺧﻄﻴﺮﺓ ..
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻭﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻪ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻜﻠﻤﻪ .. ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً ..
ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻳﻘﻮﻝ .. ﻳﺎ ﺃﺑﻲ .. ﺃﻣﻲ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻭﺧﺎﻟﻲ ﺭﺟﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ..
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ..
ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ .. ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻳﺪﻓﻊ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ..
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﻟﺪ .. ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻚ .. ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺆﺫﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻓﻼﻥ .. ﻭﻳﺨﻄﺊ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﺍﻥ .. ﻭﻣﻜﺎﻧﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺎﺭﻍ ..
ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺍﻷﺫﺍﻥ .. ﺍﺿﻄﺮﺏ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ .. ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻨﻔﺲ .. ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻧﻔﺴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ..
ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ..
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﻟﺪ : ﻭﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ ﺗﺰﻭﺝ .. ﻭﺃﺧﻲ ﺗﺨﺮﺝ ..
ﻓﻬﺪﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﺗﺴﻌﺔ .. ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻵﻟﻲ ..
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ .. ﺣﺘﻰ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ .. ﺣﺮﻛﺖ ﻳﺪﻩ .. ﻋﻴﻨﻪ .. ﻫﺰﺯﺗﻪ .. ﻻ ﺷﻲﺀ .. ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺳﺎﻛﻦ .. ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻌﻲ ﺃﺑﺪﺍً .. ﺗﻌﺠﺒﺖ ..
ﻗﺮﺑﺖ ﻓﻤﻲ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻪ ﺛﻢ ﻗﻠﺖ : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮﺭﺭﺭ .. ﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ .. ﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺡ ..
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﺮﻕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ .. ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺛﻤﺎﻥ ﻋﺸﺮﺓ ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ..
ﻓﻠﻠﻪ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻰ.. ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ..
ﻧﻌﻢ .. ( ﺭِﺟَﺎﻝٌ ﻻ ﺗُﻠْﻬِﻴﻬِﻢْ ﺗِﺠَﺎﺭَﺓٌ ﻭَﻻ ﺑَﻴْﻊٌ ﻋَﻦْ ﺫِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺇِﻗَﺎﻡِ ﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓِ ﻳَﺨَﺎﻓُﻮﻥَ ﻳَﻮْﻣﺎً ﺗَﺘَﻘَﻠَّﺐُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﻠُﻮﺏُ ﻭَﺍﻟْﺄَﺑْﺼَﺎﺭُ * ﻟِﻴَﺠْﺰِﻳَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﻭَﻳَﺰِﻳﺪَﻫُﻢْ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﺮْﺯُﻕُ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺣِﺴَﺎﺏٍ ) ..
ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ..
ﻓﺄﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﺳﻘﺎﻡ .. ﻳﺎ ﻣﻌﺎﻓﻰً ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﻡ ..
ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻢ .. ﻭﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﻨﻘﻢ ..
ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ ﻓﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺼﻴﺎﻥ .. ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺫﺍﻙ .. ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺗﺘﺮﻯ .. ﻭﺃﻓﻀﺎﻟﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ؟
ﺃﻣﺎ ﺗﺨﺎﻑ .. ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﺪﺍً ..
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻚ .. ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻱ ﺃﻟﻢ ﺃﺻﺢ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻚ .. ﻭﺃﻭﺳﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺭﺯﻗﻚ ..
ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻟﻚ ﺳﻤﻌﻚ ﻭﺑﺼﺮﻙ .. ﻓﺘﻘﻮﻝ ﺑﻠﻰ .. ﻓﻴﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ :
ﻓﻠﻢ ﻋﺼﻴﺘﻨﻲ ﺑﻨﻌﻤﻲ .. ﻭﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻐﻀﺒﻲ ﻭﻧﻘﻤﻲ ..
ﻓﻌﻨﺪﻫﺎ ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻸ ﻋﻴﻮﺑﻚ .. ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻚ ﺫﻧﻮﺑﻚ ..ﻓﺘﺒﺎً ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ .. ﻣﺎ ﺃﺷﺪ ﺷﺆﻣﻬا/